الإنسان أكرم الكائنات علي الله خلقه في أحسن تقويم وتولاه بالإلهام والتعلم،وحلاه بالعقل الكريم والقلب السليم
قال تعالي:
((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)))
وهو وإن كان مخلوقآً من الطين،إلا أنه منح من شرف الروح ما تقصر دونه الخواطر،ويقي عن إدراكة المدارك
وناهيك بروح نسبها الله إلي نفسه،وأسجد لحاملها ملائكته،
فقال تعالي:
((فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين))
بهذه الروح امتاز الإنسان عن سائر عوالم الطبيعة وصار عالما وحده،حاصلا علي القدرة في استخدام الوجود وتسخيرة
وقد أمده الله بما يناسب مطامحه من حول وقوة،ووطأ له أكناف الكائنات وذللها له.
قال تعالي؛
((سخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعآ منه))
ولكنه مع هذه المنح كلها ضعيف الجسد تؤلمه النسمات،واهن الجلد تستفزة الخطرات،شديد الهلع تستطيرة الهواجس
قال تعالي:
(((وخُلق الإنسان ضعيفآ)))
ثم هو بين أحد أمرين:
إما أن يجنح إلي مادته،ويقف مواهبه علي عبادة شهواته،فيكله الله إلي نفسه،ويأسره لبشريته،فتنقلب مزاياه شرا،
وتنعكس خصائصه وبالا،فيصبح نهما في المطالب،شرها بالرغائب حشو إهابه مطامع وملء جوانحه حوائج
يبيت أسير آماله،ويمسي عابد أحلامه،فينسي ربه ويجهله
ويتبع ذلك جهله لروحه وحبسه لها في دائرة جسمانه،فينقلب حيوانا وليس بحيوان،
ويكون أمره علي أقصي ما يبلغه العجب من التناقض والذبذبة،
فيتقمص صفات متضاربه تجعله في حاله بعضها وبال علي جوهره فما بالك بمجموعها؟؟
فهو بين يأس لا حد له، يشوبه أمل يقيمه ويقعده وشح بضرب به المثل،بجانبه إسراف يعرض ماله للخطر
وحب للحياة يستعبدة للجبن، بإزائه إقدام يهجم به علي التهلكة
وهو فرق ذلك بطر كفور كنودة ساه لاه أحمق نزق عنيد. ألخ من الصفات السافله
واجدر بمثل هذا الإنسان أن يصم نفسه بأنه في أحظ منازل الخليقة
وأدني مراتب الكائنات،
قال تعالي:
((فإن الإنسان كفور)). ((إنه كان ظلوما جهولا)). ((قُتل الإنسان ما أكفره))
أما إن مال لجانب روحه،والتفت إلي سر ذاته،ونقب عن قرارو أنوارة
وعرف جهات قوته وضعفه،ضمه الحق إلي حزيه.
ونصرة علي الشيطان وجنده، وأمده من قوته وحوله،
بما يجعله مظهرا من مظاهر سلطانه،وعاملا من عوامل تصريفه
فقال تعالي:
(((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين)))
((فإن حزب الله هم الغالبون))
((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون))
__________________________________________
منقوول للفائدة