السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصتي هي أنني تعديت 28 عاماً، و لم يتقدم أحد لخطبتي، بالرغم من أنني جميلة، ومتعلمة، ومؤدبة، وأنيقة، وعندما أكون مع إحدى صديقاتي، يتقدم الشباب لخطبتهن بالرغم من أنني أفوقهن جمالاً، ولا أدري ما السبب؟
قد تكون ليست المشكلة هي الزواج، ولكن عدم زواج إخوتي وأخواتي، وأنا أصغرهم هو ما يدعو للحيرة، وجميعهم على قدر كبير من الجمال والعلم، فليس عندي سوى الأخ الأكبر المتزوج فقط، وقد يكون قدر الله فينا هو هذا، ولكن انحسار الرزقة أيضا، وجميعنا يكاد يكون رزقنا معدوم بالرغم من أن أبي رحمه الله كان مقتدر الحال، ولكن فبل وفاته بسنين قليلة تدهور وضعه، وخسر تجارته.
وعند كل فرحة صغيرة بنجاح أو ما شابه ذلك تحصل حادثة سيئة علينا، كوفاة أبي بعد تخرجي من الجامعة بأيام قليلة، حتى الصحة باتت تتقهقر دون سبب واضح بالرغم من مراجعة الأطباء.
هناك أناس يكرهوننا من محيطنا، بالرغم من أننا لم نضر أحدا في حياتنا، و قد توعدوا بتدميرنا جميعاً، وذلك لأمر اختلفنا فيه بالرأي، هم أشخاص يتعاملون بالسحر بكثرة، ولكننا نحصن أنفسنا، ونقرأ القرآن دائماً، مع ذلك لا أدري أمورنا منتكسة تماما، حتى أبسطها، فلا شيء نريده يتم بسرعة، وقد يمضي علينا سنين طويلة ولا نستطيع فعله، بينما هو سهل لجميع الناس.
أرجو نصحي، فقد تعبت كثيراً من كل شيء، وكل مكان أود فقط أن أعمل فيه يسألوني كم عدد إخوتك؟ وهل هم متزوجين؟ ذلك لأنني أصغرهم، ولكني أخجل لأنني لا أملك الإجابة
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنـــــا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يفرج كربتك وكربة أخواتك، وأن يقضي حاجتكم، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظكم بما يحفظ به عباده الصالحين، كما نسأله تعالى أن يرد عنكم كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وظلم الظالمين، واعتداء المعتدين.
وبخصوص ما ورد في - رسالتك أختي الكريمة - فالذي يبدو منها أن هناك من يسبب لكم نوع من الآلام، ويستعين عليكم بأعداء الله ورسوله من شياطين الإنس والجن، فالذي يبدوا من رسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - أن هنالك من قام بعمل شيء من الأمور الشيطانية لكم حتى تتعرقل حياتكم، وحتى تحرمون السعادة والأمن والأمان والاستقرار، وهذا شيء وارد، وقد أقره الشرع، فأنت تعلمين أن العين حق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن السحر حق أيضا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الجن واعتدائه على الإنسان حق أيضا، فهذا كله موجود في كلام الله تعالى، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي دنيا الناس.
أرى أنكم ضحية اعتداء ظالم وغاشم من بعض هؤلاء الظالمين من الإنس الذين استعانوا بالجن على إلحاق الضرر بكم، ولذلك أرى أن علاجكم يكون في الرقية الشرعية، نعم كما ذكرت أنتم تقرؤون القرآن، وتحصنون أنفسكم، ولكن قد يكون هذا ليس كافياً في رد هذا الضرر عنكم، لأنه ليس كل دواء يدفع الداء، فالدواء لابد أن يكون مناسباً للداء، ويكون في قوته أو أقوى منه، ولابد أن يتم تناوله بجرعات وفق اختصاصي متخصص.
كذلك أيضا فإن مسألة الرقية الشرعية ليس مجرد الآيات، لأن هنالك آيات قد تقرئينها، ولكنها لا تكون سببا في رفع البلاء، فهناك آيات معينة بين الله تعالى أن لها أثر سبباً قوياً في إبطال الحسد والعين والمس والسحر، وهذه الآيات يعرفها هؤلاء المتخصصون من الرقاة الثقات، ولذلك الذي أقترح عليكم جميعاً ضرورة استضافة أحد هؤلاء الصالحين الرقاة المعروفين بسلامة المعتقد وصحة المنهج، ليقوم بعمل رقية شرعية لكم ولبيتكم، وأعتقد أن هذا هو الحل، خاصة وأنك تتمتعين كما ذكرت بكل المواصفات التي يرغب فيها الرجل، ونحن نرى أن هناك فتيات أقل جمالاً وأقل علماً ورغم ذلك تزوجن.
فمواصفاتك ومواصفات أخواتك تدل على أنه ليس فيكن عيب يتم رفضكم بسببه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك أمر خفي، وأن هناك من يشوه صورتكم في وجه الناظرين، لأن السحر - أختي الكريمة الفاضلة - قد يجعلك في أقبح صورة في عين من ينظر إليك، وقد يجعل كل من ينظر إليك يصاب بنوع من النفور أو الكراهية، أو يجلس معكم ولا يشعر بالراحة، وإنما يشعر بالرغبة في الانصراف والهروب، وكل هذه الصورة من صور السحر والاعتداء الظالم على حقكم.
ولذلك أقول: بأن علاجكم في الرقية الشرعية، وأتمنى أن تعجلوا بذلك، ولكن لا تأتوا بأي راق، وإنما لابد أن يكون راقية يعرف بسلامة المعتقد، ولا يستعمل طرق شيطانية، أو تعاويذ، أو طرقا غير مشروعة، وأن يكون معروفا عنه أنه يستعمل طرقا صحيحة، وأنه رجل عاقل، وأنه صاحب دين، ومتأن وليس مستعجلاً، لأن الأمر قد يحتاج إلى بعض الوقت، فمثل هذه الأمراض الطويلة تحتاج إلى فترة علاج طويلة أيضا ومتكررة، وأنا واثق بإذن الله تعالى أنه إذا تمت الرقية الشرعية، ووضع برنامج للتحصين، وتطهر البيت، وتطهرت هذه الأجساد من هذه العلل، فبإذن الله تعال سوف تحل هذه المشاكل كلها، وسوف تكونون في أحسن حال، وسوف يمن الله عليكم بالزواج والأمن والأمان والاستقرار، فعليك أختي الكريمة بذلك.
ومن الممكن أن أقول لك: أنك تستطيعين أن تقومي برقية نفسك، فالأمر ليس سراً، ولكن نظراً لأن الأمر قديم، ولأنه جماعي، فأنا أرى بأن تتم الاستعانة بمتخصص، وذلك أفضل، لأنه سوف يعرف نوع الحالة التي عندكم، وسوف يجتهد في وضع الحل المناسب لها، وسوف يكون ذلك أسرع - بإذن الله تعالى - وأقوى وأوقع، لأن الله تعالى جعل لك شيء سببا، وجعل لكل فن أهله.
أسأل الله تعالى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يرد عنكم كيد الكائدين وظلم الظالمين واعتداء المعتدين، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق والسداد.