تمر السنون والأعوام وقرون مضت ومع كل ذكرى نبكى وننعى أقدارنا وفشلنا
كل عام يمضى نرسم له مع بدايته خريطة دموعنا التى نسكبها بحارا وانهارا فى ذكرى نكباتنا ( الأندلس / فلسطين / العراق / شرق آسيا / السودان ....الخ )
وماذا بعد ؟؟
ماذا بعد بكائنا ونحيبنا وتذكر نكباتنا الدينية والسياسية ؟؟!!!!
يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظة --- إن كـنت فـي سِنة فالدهر يقظانأما آن الآون ان نستيقظ من سباتنا وغفلتنا ...آما آن الآوان أن ندرك معنى ان الله تعالى خلق رجالاً لتنصر الدين وتعلى كلمة الله ؟؟حتى متى ستظل تعاليم الدين مجرد كلمات تجرى على الألسن وتحبس بالمساجد ونزين بها المجلدات وأرفف ببيوتنا ..؟!!ماتفرغنا للعبادة بقدر تفرغنا للأختلاف والفرقة والتشتت ..حتى ذهبت ريحنا ..نرى أقوام على الباطل تدافع عن معتقداتها بقوة وثقة وتنشر أفكارها باصرار والمسلمين متفرغون للخلاف الا من رحم الله منهم
يقول تعالى: ( وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين)نهى الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع، مبينًا أنه سبب الفشل، وذهاب القوة، ونهى عن الفرقة أيضًا في مواضع أخرى كقوله: {
واعتصموا بحبل الله جميعا ورتفرقوا}فطاعة الله والرسول هى اساس القوة فى الاسلام والابتعاد عن كل مانهى عنه الله يجعلنا نستمد صمودنا دائما من أخلاق الاسلام وطاعة خالقنا سبحانه ومحبة اخواننا ونصرتهم.
فإن القاعدة الرئيسية لكل هزيمة ونكبه ترتكز على سبب اساسى هو الأختلاف بين اصحاب المعتقد الواحد والتنازع فيما بينهم والسعى وراء أهداف دنيوية والابتعاد عن النية الخالصة والعمل لله ...وهذا ما حدث بالأندلس بعد رخاء وعلم وحضارة استمرت قرون طوال أرتوت خلالها كل اوروبا والدنيا بأسرها بما أفاض به الله على المسلمين وأنعم ايام الحكم الأندلسى حتى اتى اقوام منهم حبوا الدنيا وابتعدوا عن الاخرة ونسوا فضل الله فانساهم انفسهم ..و أتت الفرقة والتنازع فدمرت حضارة ومجد عظيم لازلنا نبكيه .
لمـاذا الـتقاطع في الإسلام بينكم --- وأنـتم يـا عـباد الله إخـوان ؟تقع شبه الجزيرة الأيبيرية (
بلاد الأندلس) في أقصى غـرب أوروبا و تعـرف اليـوم بـ " اسبانيا والبرتغال " وتحيط بها مياه البحر المتوسط من شرقها وجنوبها ، ومياه الأطلسي مـن غـربهـا وشمالها باستثناء شمالها الشرقي الذي تحده فرنسا ، وجاءت تسميتها العربية بالأندلس اشتقاقا من كلمة " فاندالوسيا " التي كانت تعرف بها قديما نسبة إلى قبائل " الفاندال " الجرمانية التي نزحت إليها من ألمانيا وبولندا وسكنتها قبل أن ينزح كثير منها إلى الشمال الإفريقي لدى غزو القوط الغربيين لشبه الجزيرة التي كانت قبل الفتح الإسلامي مرتعا للتخلف والجهل والظلام .
و دخل الإسلام أرض الأندلس عام (
92 هـ - 711 م ) في فترة خلافة الوليد بن عبد الملك ، على يد القائد طارق بن زياد بتوجيه قائده موسى بن نصير .......... وكان المسلمون يتعاملون مع الجميع معاملة الاسلام بالتسامح والأخلاق الطيبة ونشر الدعوة الاسلامية حسب ماشرعه الله تعالى وبخلق الرسول عليه السلام وصحابته الكرام.
وحكم المسلمون الأندلس ما يزيد على الثمانية قرون فبنوا حضارة ومجدا لم يقتصر خيره على المسلمين وحدهم فقط بل شاع نوره في أرجاء العالم فشهدت البشرية حينها من روائع الإسلام ومجد المسلمين ما لم يسمعوا به من قبل فقد أفاض نهر الإسلام في الأندلس من الخير ما روى به أوروبا كلها بكل معالم الرقي المادى والمعنوى فتفتحت العيون والقلوب والاذان للاسلام وعبر الكثيرون لدين الحق لسماحته وعلو شأنه وقدره ومايدعو اليه من معانى الرحمة والخير والفضيلة .
حتى هبت على الاسلام ريح عاتية زادت النزاعات وتمكنت من القلوب النيات الشيطانية وحب الدنيا والسعى وراءها فصدق عليهم قول الحق
تبارك وتعالى :اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا فأعجب كل ذى رأى برأيه وتمسك به بقوة وزادت الفرقة والتشاحن وراح الكثيرون منهم وانكب على الدنيا وزادت الفتن مما سمح بسهولة ويسر للدسائس والمكائد ان تقوم بدورها المعهود ... وزال ملك عظيم واندسر مجد فخيم وعلم واسع وثقافات ليس لها حدود .
وبدون ان نسرد تفاصيل تاريخ مضى وولى لازلنا ننبش فى أركانه وننعيه كل عام اليس من الافضل ان ننتبه للقادم من حياتنا كمسلمين ( ودون ان ننسى ذلك المجد) أليس من الأفضل أن نبنى لأولادنا مجداً اقوى وصرحاً أشد بأخلاق الاسلام وقوته وسماحته !!...نتعلم من حبيبنا عليه السلام ان ننتبه وقت الفتن وننصر اخواننا ظالمين ومظلومين فالظالم نعمل لعودة الحق اليه والمظلوم ننهاه عن ظلمه ولا نعطى مجالا للفتنة ان تسود بيننا ونميل بحملنا حتى تمر الفتن بسلام فقد قال عليه الصلاة والسلام (
اذا لقيتم فتنة فأثبتوا) ...وكفانا عويلا ونواحاً على مجد ولى وعبر فالاسلام باقى مابقيت على الارض حياة فأنتبهوا ايها المسلمون واعملوا ان الله يحب العاملين ولاتستسلموا لدسائس ومكائد المغضوب عليهم والضالين فالتنازع يؤدى للفشل والفشل يؤدى لضياع الدين ومن ضاع دينه فهو من الهالكين ...
وقد قال العرب قديما إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل عاصفة سكون المصدر مدونة المدينة الفاضلة