الجميع يشهد لشعب مصر بالإنجازات. هذا الشعب الذى علّم العالم أصول الحرب فى أكتوبر 73 ، و أصبحت التكتيكات تدرّس فى المعاهد الدولية. هو أيضا الشعب الذى علّم العالم كيفية صنع الثورات ، و قد رأينا قادة العالم يشيدون بما صنعه الشعب من ثورة فى 25 يناير.
هذا الشعب له صولات و جولات و إنجازات يراها الكفيف و يتحدث عنها الأبكم و يسمع صداها الأصم.
فهل هذا الشعب الذى صنع المجد لمصر ، هو نفسه الشعب الذى يخرّب مصر؟
إن من يرى ما يحدث فى مصر الآن يعتقد بأن الله قد أبدل قوم بقوم بين عشية و ضحاها ، نحن هنا لا نتكلم عن الأحداث السياسية الجارية ، بل نتكلم عن سلوك شعب ، فمن يعيش فى مصر يرى و بوضوح هذه التصرفات:
• معظم الأشخاص يميلون للعنف ، و تنشب المشاجرات بين الناس من لا سبب.
• كثرة أعمال البلطجة و السلب و النهب ... و القتل أيضا.
• يتم الآن هدم مصر و بناءها من جديد ، و ليس هذا بالشئ الجيد إذ أن المقصود هو استغلال معظم أصحاب البيوت القديمة لما يحدث و انشغال السلطات ليقوموا بهدم المنازل و بناء عمارات و أبراج مستغلين الظروف الحالية أسوأ استغلال.
• فى غياب القانون حدّث و لا حرج ، فمعظم الناس خرجوا على القانون ، و كأن القانون رحل مع النظام البائد.
• سائقى التاكسى لا يعملون إلا حسب أهوائهم ، فالمفروض أن تشير للتاكسى فيتوقف ثم تركب السيارة و بعدها تقول للسائق إلى أى وجهة يتجه. و لكن ما يحدث عكس ذلك تماما ، فأنت تشير للسائق و تقول وجهتك و تترك الأمر لتقديره ، إما قبِل و ركبت ، و إما رفض و ابتعد بسيارته.
• المستوردون يتحكمون بأسعار السلع و لا مجال لرأى وزارة أو هفوة رابطة أو جهاز لحماية مستهلك ، يأتى بعدهم التجار و الجشع الذى سيطر عليهم ، لنصل فى النهاية إلى منتج عالى الثمن و الضحية هو المستهلك.
• أصحاب السيارات الملّاكى ، لهم أيضا نصيب مما يحدث ، فترى كل صاحب سيارة قد اقتطع مكان لسيارته أمام بيته و يحكم سيطرته عليه بسلاسل حديدية و أقفال و كأنه اشترى ذلك المكان.
• الباعة الجائلين ، أصحاب نصيب الأسد فى الاختراقات ، فتجد من يمشى بعربته الكارو مع ميكروفون يصم الآذان ، أو من يفترش أعالى الكبارى و يعيق حركة الناس ، و غيرهم الكثير من بائعى اسطوانات الغاز و عربات الروبابيكيا و الخضروات و الفاكهة و من يأتون من الأقاليم لبيع نوع واحد من الفاكهة أو الخضروات و بائعى الأدوات المنزلية المترجلين و بائعى السجاد و ميدان التحرير الذى أصبح سوق بمعنى الكلمة ... و الكثير ممن لا يراعون أى شئ فى مقابل بيع السلع ، و الأغرب أن الناس يشترون منهم ، و بذلك يشجعونهم على الاستمرار.
• انتشار المخدرات. فى ظل تواجد الشرطة و سيطرتها على البلاد فى الفترة السابقة كان تجار المخدرات الكبار و الصغار يقومون بعملهم على أكمل وجه ، فما بالنا بغياب الشرطة و تلاشى التواجد الأمنى.
إن ما يحدث فى مصر من فئة قليلة بالتأكيد يسئ لباقى الشعب ، و ما يحدث ليس فى الخفاء أو وراء حُجُب إنه يحدث على مرأى و مسمع من الجميع و لا يخفى على أحد.
دورك أيها المواطن الشريف هو التصدى لكل هذه الأخطاء و السلبيات
دورك هو محاربة كل هذه الأفعال التى تسئ لك و تسئ لمصر
دورك أن تكتب هنا فى التعليق ما تراه فعّالا لمحاربة كل ذلك
أحمد عاطف