لماذا البرادعى؟ ولماذا أبوالفتوح؟عبد الرحمن يوسفسألنى سائل: كيف دعمت فى يوم ما الدكتور محمد البرادعى وهو ليبرالى؟ واليوم تدعم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وهو إسلامى؟
السائل كان «فى رأى البعض» يسألنى سؤالا مفخخا، يريد أن يحرجنى به أمام الناس على كوكب تويتر، ولكنى – وبكل صدق – أشكره على هذا السؤال الذى يتيح لى الآن أن أوضح فكرة أظنها مهمة.
الموضوع ببساطة لا يتعلق بالليبرالية ولا بالإسلامية، بل يتعلق بحب مصر، وأنا من أجل مصر وضعت يدى فى يد كل الاتجاهات، وتعاملت وتعاونت على مدى السنوات الماضية مع كل المخالفين لى فى الرأى، ولم أعتبر أى مصرى عدوا، إلا من أراق دماء المصريين، أو انتهك أعراضهم، أو زوَّرَ إرادتهم، أو سرق أموالهم.
خلال حكم مبارك كنت صديقا للدكتور محمد البلتاجى الإخوانى، وللأستاذ الفاضل أحمد بهاء شعبان اليسارى، وللدكتور أسامة الغزالى حرب الليبرالى، وللدكتور محمد أبوالغار، وللدكتور عبدالجليل مصطفى، وللمهندس يحيى حسين «وكلهم أكبر من أن يصنفوا».
وبعد الثورة تعرفت بإخوة أفاضل من التيار السلفى، ومن تيارات شبابية تحاول أن تثبت أرجلها فى الشارع المصرى من خلال العمل السياسى الدؤوب.
إجابة السؤال باختصار: أنا لم أختر الدكتور البرادعى لأنه ليبرالى، ولم أختر الدكتور أبوالفتوح لأنه إسلامى، بل اخترتهما لأن كلا منهما رجل سياسة ورجل دولة مصرى وطنى، أستطيع أن أتعامل معه على أرضية وطنية لا يؤثر فيها الخلاف الأيديولوجى، ولأننى أستطيع أن أتعاون معهما فى المتفق عليه، وأن أختلف معهما فى مساحات أخرى دون أن أصبح عدوا لهما، أو أن يصبحا عدوين لى.
إن مصلحة مصر الآن لا تعنى أن يقف كل فى خندقه الفكرى وأن يقصف الآخرين من منطلقاته السياسية بقدر ما تعنى التعاون على القضاء على بقايا النظام الاستبدادى الذى يذل الأمة المصرية كلها، ولا يسمح لا لليبرالى ولا لإسلامى بإقامة مشروع وطنى.
إن المشترك بين البرادعى وأبوالفتوح وبين جميع المرشحين المؤيدين للثورة أكبر مما نتخيل، ولكن المشكلة فى عيوننا حين يعميها الغرض... والغرض مرض!
شكرا للسائل الكريم، وأتمنى أن تكون الإجابة قد اتضحت.