علم "الدستور الأصلي"، أن السر وراء اكتساح الفريق أحمد شفيق، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، توكيلات الترشح في الشهر العقاري، لم يكن بسبب جماهيرة غفيرة ولا شعبية كاسحة، بل وراءه شخصية قضائية "كبيرة" تتعاون مع آخر رئيس وزراء لمبارك في "تخليص" التوكيلات حتى يستطيع أن يصل إلى الثلاثين ألفا المطلوبة.
ففي إحدى محافظات الوجه البحري، كانت الصدفة وحدها هي القادرة على كشف قصة الشخصية القضائية "الكبيرة" التي تعمل في موقع "كبير" بمصلحة الشهر العقاري، "ع. م."، والدور الذي تقوم به هذه الشخصية في عملية جمع بطاقات الرقم القومي من المواطنين وإرسالها، وحدها دون المواطنين أنفسهم، إلى الشهر العقاري لكي يتم عمل التوكيلات لشفيق الذي يعتبره الآن رجال النظام السابق وأعداء الثورة هو المنقذ والمخلص لهم.
القصة لم تقف عند هذا الحد، فنفوذ الشخصية الكبيرة بالمصلحة كان قادرا على "إجبار" الموظفين، حسب روايات الشهود، على العمل في أوقات غير أوقات العمل الرسمية من أجل الانتهاء من توثيق التوكيلات لسيادة الفريق دون أن يعلم أحد بهذا الأمر.. التفاصيل متواصلة، فالرجل الذي يمثل وزنا كبيرا في العمل القضائي يستعين بشقيقه، الذي يعمل مستشارا أيضا، من أجل جمع التوكيلات من المواطنين ودفعهم إلى تحريرها للفريق المنقذ!
يذكر، أن الشخصية القضائية "الكبيرة" التي تعاون الفريق في مهمة جمع التوكيلات كانت تتولى عددا من لجان تقصي الحقائق في عدة قضايا شهيرة، اهتم بها الرأي العام، وهو الأمر الذي يثير شكوكا في حد ذاته حول طبيعة عمل هذه اللجان والشخصيات التي تتولى رئاستها.