إحـــذر مـن الـذيـــن
يـســامـحـــون بـــــلا حـــــدود ،
فــإنــهـــم إن رحـلــــوا
. .لا يرجعــــــون ابــــــدا
فالذين يسامحون بلا حدود
يعطون من أنفسهم مساحات من الود
تتدفق فيها أرواحهم بقوة
تدفقا يكون كالفيضان فى حالات الود الطاهر
يسقى الزرع و ياتى بالخير و الرحمة
و تتفتح معه الوان فى قوس القزح
الوان ذات اسرار لا يعرفها الا من عرف نورانية الصدق
فطالما سقيت ارواحهم بالود الصادق
بقيوا هكذا شلالات من العطاء لا تتوقف
اما فى حالات الايذاء
فان تدفق الروح يتحول الى نزيف
تحتضر معه الروح حتى النهاية
فانهم عندما يستشعرون الايذاء و الكذب
يذهبون الى الابد من حياتك
و لو بقيت ابدانهم فى الجوار
فالروح تهاجر الى حيث امنها بجوار باريها
الذى ابدا لا يؤذيها
المدهش انهم لا يتوقف عن عطاءهم
فأما من لم يقترب قط ليفهم سر النهر الجارى المفعم بالحياة
فلا يرى قط احتضارهم بل يراهم مساحات من العطاء
فالحزن عندهم مساحات شاسعة من اللون الاخضر
لا تكف عن العطاء و الجود
لانها تستمد خصوبتها من النبع الاصيل فى جوار الله
اما من ذاق طعم ارواحهم الشفافة
و دلف الى مساحاتهم الخاصة
و اختبر حقيقة الحب الملهم الراقى
الذى يغترف من انهار الجنة الخالدة
و عرف معهم مساحات اخرى اكثر خصوصية
من الطمانينة و السكينة و الهدوء الكريم الرقراق
فوحده هو الذى يعلم ان النهر بقى يجرى
لكن شعلة الحياة لم تعد تضىء مرة اخرى فى الارض
بل انتقلت بنورانيتها البريئة الى السماء
لأنها أدركت الرسالة ممن خلقها
ليس لهذه الضوضاء خلقت
فتعود الروح لتسجد تحت العرش
و يبقى النهر
يسقى قلوب من لم يعرفوا منه الا الماء
و لا يميزون هل ما يجرى ليسقيهم
هو تدفق الروح
ام احتضارها
انهارها
ام دموعها
جريانها فى ارض الحياة
ام انتقالها و سجودها تحت العرش
ام انه ذلك الحلم الاخضر
الذى حولته الحقيقة الى حزن أخضر
الحلم الذى كانت تنقصه الحقيقة
س.م.ـــــــــــــ
من رسالة على الإيميل