النانو وَ سيف صلاح الدين الأيوبي..!
د. نوف الغامدي
يقول عالم الفيزياء البريطاني (ستيفن هوكنج) أن الخيال العلمي اليوم غالباً ما يصبح حقيقة علمية غداً فالخيال هو القوة المبدعة لكل إنسان.. نحنُ نريد أن نصل إلى (بيئة المستقبل الإبداعية) و لكن كيف نصل..؟
إنً الإستعداد لـ حياة المُستقبل يَستلزم مـا يَصفهُ (جلين) بـ عبارة (كهربة التعليم).. أي إحداث تغيير ثوري جذري في التعليم.. وصولاً إلى تعليم يَخلق أشخاص أذكياء.. أي أنً المُنْتَج هُنا هو (الذكاء).. وَ يقول (جلين) ناقداً حياة الغرب التعليمية: (إن خطأنا الأساسي أننا نَدفع مُقابل مُدخلات تعليمية وَ لا نَدفع مُقابل مُخرجات تعليمية… وَ أهم هذه المُخرجات (الذكاء)… وَ (القدرة الإبداعية)… وَ خلق الحافز الذي يُحفزنا لكي نَكون أذكياء ذوي مَناعة ضد وسائل الحروب الجديدة.. فـ للتقدم في عالم الأفكار الجديدة وَ الإبداع لابد من التقدم في ميدان البحوث المُستقبلية وَ العمل المُستقبلي مع تصور تطبيقات الحياة العملية لـ أدوات الإستشراف لـ الوصول إلى حلول لـ مُشكلات مُعينة وَ بناء المُستقبل الذي نرغب به لـ الإستفادة من الماضي وَ تحليل لـ الواقع بـ جدية لـ الوصول إلى ذلكً المُستقبل..
يقول أينشتاين: أنا لا أفكر في المستقبل.. إنه يأتي بسرعة..! وَ بين الماضي وَالحاضر وَ المستقبل ليس هناك سوى وهم في تفكير العقل البشري..! وَ يقول: أنا لا أعرف السلاح الذي سـ يستخدمهُ الإنسان في الحرب العالمية الثالثة.. لكني أعرف أنه سـ يستخدم العصا وَ الحجر في الحرب العالمية الرابعة (وَ هو هنا يُمارس حالة من تجاوز الحاضر وَ إستشراف المستقبل)..
وَ حتى يَتسنى لنا ذلك فمن وجهة نظري لابد من الربط ما بينً الهندسة الجينية وَ طب النانو وَ مابين العلم وَ الروح، الجسد وَ العقل.. وَ تأطيرها بالدين مع إستشراف واضح مبني على حقائق للقضايا العالمية من إستخدام الموارد وَ سوء إستخدامها مع الإستخدام الأمثل للتكنولوجيا للوصول إلى التنمية المستدامة في المنظمات وَ التغيير..
فـ الهندسة الجينية قادرة على تغيير الخواص الجينية لكل أشكال الحياة لتجعل منها قوة ثورية تغيير العالم و لكن للحفاظ على التكنولوجيا الحيوية ضمن حدود سليمة آمنة يمكن التحكم فيها لابد من خلق إستراتيجية آمنة وَ سليمة.. إنتاج محاصيل معدلة جينياً لتصبح صديقة للبيئة وَعلى الصعيد البشري إنتاج أعضاء بديلة لاستخدامها في زراعة الأعضاء للوصول لعالم أكثر إنتاجية وَ أقل تلوثاً.. إن افتقاد الشعور بحاجات الآخرين وافتقاد العدالة هما عائقان أمام التقدم فنحن في حاجة إلى قوانين أفضل فيما يتعلق ببراءات الاختراع و القضايا الاقتصادية و تجنب الفكر الجامد الذي لا يتصف بالمرونة و إنشاء مجتمع أكثر إرتباطاً ببيئته..
في الوقت الذي يستخدم فيه الطب تقنية النانو للوقاية من الأمراض التي تصيب الإنسان وَ علاجها وَ إذا ما تكاملت هذه التقنية، فإنها سوف تقود الى تغيير جذري في عالم الطب والجراحة.. كما أنً تقنية النانو الآن تستخدم إقتصادياً في صيانة أنابيب النفط فكميه لا بأس بها من النانو تقوم بصيانه الأنابيب من الداخل بالقضاء على الأجزاء الصدئه وإعادة ترميمها وبنائها هذا غيض من فيض من حقيقة هذا العالم المتناهي في الصغر العظيم بتطبيقاته المتعدده ومجالاته الكثيرة..
إنّ النفس هي حقيقة الانسان وذاته وَ التي نعبر عنها بـ (الأنا).. أما الجسد فـ هوً آلة لـ تنفيذ مآرب النفس، فما تريده النفس وَ ترغب به يتحرّك لتحقيقه عن طريق تحويل الفكر إلى السلوك.. لذا فانّ النفس تؤثّر في الجسد، كما يؤثّر الجسد في النفس، وَ لذلك تـ تحول كثير من المشاعر وَ التصوّرات الى حالات مَرضية كـ القلق وَ الخوف وَ الحبّ وَ الكراهية وَ قد تترك آثارها المَرضية أحياناً على الجسد.. فـ النفس تَمرض كما يَمرض الجسد.. الجسد هوً وعاء النفس لذا لابد من السيطرة على ما تحويه أوعيتنا.. فإذا سيطر العقل على النفس إرتاحً الجسد وَ أرتقت أرواحنا لتملك كُلً من حولها وَ تستقطب كُلً خير..
من المعلومات التي قرأتها وَ أذهلتني أنً سيف صلاح الدين الأيوبي كان سيف نانو أصلي..! فـ سيفه كان معروفًا وَ مشهورًا بقطع سيوف الأعداء وَ ليس رقابهم فقط..! فالسيف الدمشقي كان سر من أسرار دولة صلاح الدين الأيوبي التي هزم بها الصليبيين وَ أكتشف سر هذا السيف بعد قرون طويله وَ ليس هذا فحسب إنما ذهب العلماء إلى أن المسلمين هم أول من استخدم علم النانو تكنولوجي بصناعة هذا السيف ومعاً لنتعمق في ما يميز السيف الدمشقي ..
لقد شكّل السيف الدمشقي عبر القرون الماضية لغزاً مستعصياً علي الحل في الصناعة الحربية، إذ رويت عنه الأساطير وَ قيل أن الشعرة كانت تنشطر إلي نصفين لدي سقوطها علي نصله، وأنه كان من عوامل انتصار (صلاح الدين الأيوبي) على الصليبيين في المعارك التي خاضها ضدهم، وَ أنً القادة الأوروبيين كانوا يرسلون التجار إلي دمشق لشراء تلك السيوف المميزة وَ بأغلي الأثمان للتباهي بها، وَ إستخدامها في المبارزات وفي المعارك الهامة.. وَ رُويً أن الإسكندر الأكبر ما كان ليقطع عقدة (غورديان) لو لم يمتلك سيفاً دمشقياً، وَ رغم محاولة الحرفيين الغربيين تقليده عبر العصور فإن صناعته ظلت لغزاً حتي يومنا هذا.. بعد سبعة قرون من الحيرة وَ الإختبارات الفاشلة، نجح عالمان أمريكيان من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلي معرفة سر السيف العربي بعد أن بذلا جهداً مضنياً خلال ما لا يقل عن ست سنوات في المختبرات، فما هي ميزات ذلك السيف؟
بدأ العالمان الأمريكيان إختباراتهما بالبحث عن سر المرونة الفائقة في السبائك المعدنية وكيفية تحقيقها في الفولاذ بشكل خاص.. العالم الأول هو (أوليغ شيربي) الذي يعمل أستاذاً في علم المعادن والهندسة في جامعة ستانفورد، و الثاني هو (هيفري وادسورث) وَ يعمل في مختبرات شركة (لوكهيد) للصناعة الحربية في بالوالتو.. والواقع أن المرونة الفائقة تتوفر عادة في عدد ضئيل من السبائك المعدنية، وَ لها ميزة التكيف مع المتطلبات الصناعية في أخذ الشكل المطلوب دون الحاجة إلي التقطيع وَ إستخدام أسلوب الوصل في ما بين القطع، وَ هذا النوع من السبائك لا يفقد صلابته بعد تبريده، كما يحافظ علي شكله المصقول ولا تظهر فيه البقع والحبيبات الصغيرة بعد صناعته.. وَ لكن لا تمتلك المعادن جميعها مثل هذه الخاصية، كما أن أهم معدن يستخدم في تلك الصناعة وَ هو الفولاذ، لا تزال سبيكته الساخنة صعبة التكيف وَ ممتنعة جزئياً عن التشكيل..
أعلن (بيتر بوفلر) الباحث بالجامعة التكنولوجية بمدينة دريسدن الألمانية أن الفريق البحثي قد اكتشف عند تحليله لواحد من شفرات السيوف الدمشقية دقيقة التكوين عن وجود آثار لأنابيب متناهية الصغر عبارة عن إسطوانات دقيقة من الكربون ذات مواصفات خاصة.. وًأضاف (بوقلر) أن تلك الأنابيب متناهية الصغر المصنوعة من الكربون صارت اليوم قمة تكنولوجيا النانو أو علم المواد متناهية الصغر، كما وجدت بقايا الأسلاك متناهية في الصغرمن الكربيد، هذه الأسلاك المصنوعة من مادة شديدة الصلابة ربما إحتوت داخلها على أنابيب متناهية الصغر من الكربون وَهي التي أعطت السلاح قوته غير الطبيعية وَ شكله الأخاذ..
وأشار إلى أن الحدادين قد استطاعوا من خلال تطوير معالجة الشفرة لأقصى حد ممكن عمل أنابيب متناهية في الصغر قبل أكثر من 400 سنة، مما يمكن للعلماء بمزيد من الدراسة لتركيبة السيف القدرة على إعادة إنتاج هذه الوصفة التي طال نسيانها للصلب الدمشقي، والتي ظلت الكيفية التي تمكن بها حدادو العصور الوسطى من التغلب على ضعف المادة الصلبة لإخراج هذا المنتج النهائي القوي سرًا من الأسرار حتى الآن..
ما بالُنا يا عرب.. نَـ تراشُقُ بـ الرذيلة وَ نُـ ندد بـ أخلاق بَعضنا الـ بَعض.. وَ تَـ ناسينا أنً الـ رذيلة وَ الـ فضيلة هيً مُرتكزات إنسانية ليست حكراً على جنسية أو فئة من الـ بشر.. تَـعاملوا مع الإنسان داخلكم.. تَعاطوا مع قلوبكم.. إعشقوا عقولكم.. فقط بـ بساطة.. انا اتحدث عن منتج عربي.. فكري.. ثقافي.. متكامل.. متلاحم..منتج تندرج تحته جميع الجنسيات كاّطياف اجتماعية تختلف لهجاتها و عاداتها لتشكل منظومة و قوة اسلامية عربية.. خذوا جرعات عالية ضد الحساسية العرقية و اختلاف الجنسيات.. لنوحد هويتنا فدما ءنا العربية واحدة.. اصلونا واحدة.. نحن عدنانيون و قحطانيون.. اشتموا رائحة دماءكم.. عودوا لاصولكم.. عودوا لتصنعوا امجادكم بوحدتكم.. بوحدة قلوبكم.. و ليس بتعصبكم.. احب كل عربي من القطر الى القطر.. احب كل عربي ينتميني و انتميه.. احب كل عربي يصنعني و اصنعه.. بلادنا العربية وسعت بما رحبت لنا جميعا.. لا حدود لقلوبنا التي تنبض نبضا عربيا صادقا.. افتحوا قلوبكم.. عقولكم.. قبل ان تفتحوا حدودكم..
رحمك الله يا صلاح الدين ...أذهلنا سيفك كما أذهلنا شخصك..! ربما كان دعوة مستجابة أو نية مخلصة صادقة أدت لوحي وسبق علمي في عصر أدهشً العالم.. إلى متى سـ نظل نُقزم أمجادنا وَ تاريخنا..؟! إلى متى وَ نحن نظل تلكً الوجبة الشهية من الدماء التي تُثير أعداءنا..؟! إلى متى سنظل نجتهد في بعضنا البعض وَ ننسى الأهم..؟! إلى متى نعتز بطائفيتنا..؟! إلى متى لا نستطيع توجيه سبابة اللوم إلى ذواتنا..؟! إلى متى نعشق ثقافة الكراسي..؟! إلى متى نكتب دون أن نقرأ.. وَ نقرأ دون أن نفكر.. وَ نكتب دونً أن نُراجع أو نُبرهن.. وَ نتهم دونً أن نتراجع..؟! إلى متى سيظل جُلً همنا الخبز وَ الماء فقط صباح وَ مساء..؟! إلى متى نعشق الرداءة وَ ننتجها بإمتياز..؟! إلى متى سنظل لا نملك من عروبتنا سوى الحروف..؟! إلى متى نُصافح الأيدي التي صفعتنا..؟! إلى متى نعشقُ مُدناً نفتنا..؟! إلى متى نصطادُ بالبارود أوهامنا..؟! وَ ما زلت احلم بعودة الانسان الذي تقزم في عصر النانو تكنولوجي حتى بات يشبهه..! فـ متى سنتوقف كعرب عن رؤية أنفسنا كمخلوقات نانونية أمام العالم..؟!