نعم..انتصرت غزة..بعد ثمانية أيام من القتال..حرب حقيقية عاشتها غزة،الغارات الجوية لم تتوقف وأصوات القذائف والانفجارات والصواريخ لم تنقطع..
الآن يمكن لمليون ونصف فلسطيني في القطاع الفقير المنهك أن يأخذوا أنفاسهم..
انتهت الحرب..لكنها انتهت بنصر وفرحة،بكبرياء وعز وشموخ..
مئات الفلسطينيين يحتفلون الآن في الشوارع،لكن خلفهم مئات الجرحى وعشرات الأيتام والأرامل..نبرق لهم بالتحية والمحبة والخجل من عذاباتهم وأوجاعهم ودموعهم،لكن للوطن ضريبة وللكرامة ضريبة..وللنصر ضريبة..
المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل فصائلها قاتلت بشراسة..واسرائيل قاتلت بقذارة..اثنان واربعون طفل قضوا في العدوان..نحتسبهم عند الله وندعو لامهاتهم وآبائهم بالصبر والسلوان..
عائلات قضت في الحرب..أسر بأكملها راحت ضحية مجازر بشعة لم تحرك ضمائر الملايين..لكن غزة انتصرت!
إجماع شعبي ورسمي ووطني ودولي أن غزة انتصرت..
ثمانية أيام عاشتها دنيا الوطن معكم على مدار الساعة ..لم نتوقف للحظة..ولم تتوقف تغطيتنا وملاحقتنا لجرائم الاحتلال الغاشم..بعضنا لم يعرف النوم أياما،وبعضنا جازف بحياته من أجل الوصول إلى مكان فيه كهرباء وشبكة انترنت بعد انقطاعها في بعض المناطق في القطاع..حاولنا قدر الإمكان أن تكونوا وأن يكون العالم في الصورة..صورة غزة ..الجريحة..المنتصرة..
ندعو لزملائنا الذين استشهدوا في هذا العدوان بالرحمة ، أبطال الكلمة والصورة التي أزعجت الاحتلال الضعيف اليائس من غزة وجبروتها وصمودها..
ندعو لكل ضحايا العدوان بالرحمة ولذويهم بالصبر والسلوان..
نهنئ شعبنا البطل الصابر الصامد في غزة بالنصر الكبير..
نهنئ أهلنا في غزة ..وزملائنا في دنيا الوطن بالسلامة..
نحيي أهلنا وأحبتنا في الضفة..ضفة الاحرار الاكارم ،ونترحم على شهدائنا في الضفة ونحيي جرحانا ومعتقلينا الذين هبوا وانتفضوا من أجل غزة وأطفالها ودمائها التي أحيت كل الوطن وبعثته من جديد..
نحيي قيادة الوطن بشطريه..القيادة التي ضربت أروع مثل في المسئولية والالتزام تجاه دماء وعذابات الناس وأوجاعهم..قيادتنا الواعية في الضفة وغزة التي قدّرت بحنكتها السياسية أهمية الوضع الجديد الذي فرضته صواريخ المقاومة وعرفت كيف تجيره سياسيا لمصلحة القضية الفلسطينية التي ابتعثت من جديد..
نحيي الرئيس أبو مازن الذي نسي الانقسام والخلافات الداخلية وقذف بها في وجه نتنياهو ،وهب للدفاع عن غزة ومقاومتها وصمود أهلها ،وأثبت أنه رئيس كل الشعب الفلسطيني في كل مكان..وأعلن أنه ماض ٍ في طريقه نحو تحقيق الدولة وتكليل نصر المقاومة بنصر سياسي ،حينما أعلن أنه ماضٍ نحو الامم المتحدة وليكن ما يكون..
نحيي الرجل الذي قاد الحرب وتحمل تبعاتها ووقف عزيزا شامخا ليعلن نصر المقاومة ويغير كل المعادلة،خالد مشعل الذي أجبر نتنياهو وباراك وليبرمان أن يخرجوا مكسورين أذلاء أمام كل العالم،وظهروا عراة من وعودهم وتهديداتهم أمام كل الشعب الإسرائيلي.
نحيي قراءنا الأعزاء ونقدر ثقة مايقارب 8 مليون قارئ ثابتين "بنظام الاي بي" زاروا دنيا الوطن ،وتصفحوا ما يقارب الـ37 مليون صفحة خلال ثمانية أيام من تغطيتنا الإعلامية للعدوان على غزة,وكان لفريق الدعم الفني جهد كبير بحيث لم يتوقف الموقع عن العمل ،كما نعتز بثقة أكثر من 12 ألف صديق جديد لصفحتنا على الفيسبوك خلال الأسبوع الماضي..
دامت غزة عزيزة منتصرة بصمود أهلها وبسواعد أبنائها ..
لشهدائنا الرحمة..ولوطننا العزة