ام حِرام رضي الله عنها ( شهيدة البحر )
أم حرام (شهيدة البحر) هي أم حرام بنت ملحان ، بن خالد،بن زيد، بن حرام ،بن جندب، بن عامر ، بن غنيم ، بن عدي ، الأنصارية النجارية المدنية . كانت تقيم مع أهلها و قومها في (قباء)، ضاحية المدينة المشهورة، حيث يكثر الماء العذب، و الظل الظليل و النخيل...، و كل أنواع الزروع.
نشأت و شبت ، ثم تزوجت من( عبادة بن الصامت) - رضي الله عنه-. كان زوجها من شباب يثرب النابهين ، قبل الإسلام، معروفا بالعلم، و الفضل والخلق الحسن، سيدا في قومه، مطاعا فيهم. فعلى هذا المستوى القيادي والإجتماعي كانت تعيش أم حرام- رضي الله عنها.
كانت أم حرام رضي الله عنها من علية النساء ، أسلمت، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهاجرت . وروت الأحاديث ،وحدث عنها أنس بن مالك وغيره .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها ويزورها في بيتها ، ويقيل عندها ، فقد كانت هي و أختها أم سليم خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم،إما من الرضاع ،و إما من النسب ،لذا تحل له الخلوة بهما.
وكانت أم حرام رضي الله عنها تتمنى أن تكون مع الغزاة المجاهدين الذين يركبون البحر لنشر الدعوة ،وتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .فاستجاب الله لها وحقق أملها ،حيث تزوجت من الصحابي الجليل عبادة ابن صامت وخرجت معه واستشهدت هناك في غزوة قبرس .
قصد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم قباء ، فقصد بيت ام حرام- رضي الله عنها-. و قد نام الرسول الكريم في بيتها، و استيقظ وهو يضحك،و قال: عرض علي أناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر كالملوك على الأسرة. فقالت أم حرام: يا رسول الله ، أدع الله أن يجعلني منهم. ثم نام فاستيقظ وهو يضحك، فقالت: يا رسول الله ما يضحكك؟ فقال: عرض علي اناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر ، كالملوك على الأسرة. قالت يا رسول الله، أدع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت من الأولين.
فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت،فلما جاز البحر ،ركبت دابة فصرعتها فقتلتها ،وكانت تلك الغزوة غزوة قبرس ،فدفنت فيها ،وكان أمير ذلك الجيش معاوية بن أبي سفيان في خلافة عثمان رضي الله عنهم جميعا.
وهكذا كانت أم حرام رضي الله عنها واحدة من تلك الأسرة الكريمة الوفية للمبادئ التى تحملها وتبذل كل ما في وسعها لنشر عقيدة التوحيدخالصة لا تبغي من وراء ذلك إلا رضاء الله عز وجل .