حلل باحثون في «كلية الصحة العامة» بجامعة هارفارد ومستشفى «بريغهام النسائي» بيانات تم تجميعها من عينة تشمل 51 ألف امرأة شاركن في «دراسة صحة الممرضات» Nurses› Health Study من غير المصابات بالاكتئاب عام 1996. ورصد الباحثون آنذاك عدد السيدات اللاتي عانين من الاكتئاب بعد مرور عشر سنوات، وعقدوا مقارنة بين كمية الكافيين التي يتناولنها لمعرفة ما إذا كانت تؤثر على هذا الأمر. كذلك نظروا في العوامل الأخرى المتعلقة بالصحة ونمط الحياة مثل الوزن وتدخين التبغ والتمرينات الرياضية. ووجد الباحثون أنه بحلول عام 2006، أصيبت 2607 سيدات بالاكتئاب أو بدأن يتناولن عقاقير مضادة للاكتئاب. واكتشفوا علاقة عكسية بين كمية الكافيين والمزاج خلال فترة الدراسة، حيث كلما زادت كمية ما تتناوله السيدة من كافيين يوميا، قلت احتمالات إصابتها بالاكتئاب. وكانت احتمالات إصابة السيدات اللاتي تناولن أكبر كمية من الكافيين في القهوة، أقل بنسبة 20 في المائة من السيدات اللاتي يشربن قهوة تحتوي على كميات أقل من الكافيين. ولم يكن للمصادر الأخرى للكافيين مثل الشاي والمياه الغازية والشيكولاته أي تأثير على الاكتئاب. ويعزو الباحثون هذا الأمر إلى احتواء هذه المواد على نسبة من الكافيين أقل من تلك الموجودة في القهوة.
وفي هذه الدراسة، كانت السيدات اللاتي تقل لديهن احتمالات الإصابة بالاكتئاب لأدنى حد، يتناولن 550 ملليغراما من المنبهات يوميا. ويختلف محتوى القهوة من الكافيين باختلاف نوعية حبة القهوة وطريقة تحميصها، فضلا عن عوامل أخرى. ويحتوي كوب القهوة في المتوسط على 100 مللغم كافيين. ويعني هذا، في تلك الدراسة، أن السيدات اللاتي يتناولن أكبر كمية من الكافيين، كن يتناولن خمسة أكواب ونصف الكوب من القهوة يوميا. ولم تهدف هذه الدراسة إلى إثبات أن تناول القهوة يقي من الاكتئاب، لكنها تطرح سؤالا مهما حول كيفية تأثير عامل متغير على الآخر.