الجارديان: جبهة "الإنقاذ الوطني" تخطط لنشر الفوضى والانقلاب على الشرعيةهاجمت صحيفة "الجارديان" البريطانية "جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة في مصر متهمة إياها بلعب دور الضحية واختلاق أزمة من أجل الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب ديموقراطياً والوقوف أمام استفتاء شعبي على دستور يهدف إلى استقرار البلاد بعد عامين من الفوضى وعدم الاستقرار .
قالت الصحيفة إنه مع تطور الأزمة في مصر، أصبح من الواضح من يثير الأزمات والصراعات فيها. فالقضية ليست قضية الدستور المقترح، فقد وقع عليه أعضاء المعارضة في الجمعية التأسيسية ، قبل الانسحاب منها. وقد تم التفاوض بشأن البنود محل الجدل ورفضتها المعارضة. وليست القضية قضية موعد الاستفتاء، الذي عرض وزير العدل، المستشار أحمد مكي، تأجيله. ولا هي قضية خلاف حول الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي والذي كان سيسقط لحظة الاستفتاء مهما كانت النتيجة.
وأضافت الصحيفة أن بعض القوى المعارضة رفضت الحوار الذي دعا إليها الرئيس، حيث اتهم محمد البرادعي الرئيس مرسي بأنه قد فقد شرعيته. ومن ثم يتبين لنا أن الهدف من جبهة الإنقاذ الوطني المعارض ليس الدستور، أو الإعلان الدستوري، ولكن هدفهم هو مرسي نفسه ومعركة السلطة التي تهدف إلى عزل رئيس منتخب ديمقراطيا، ومنع إجراء استفتاء وانتخابات برلمانية جديدة، والتي يرون أن الإسلاميين لديهم فرصة جيدة للفوز فيها. وعلى الجانب الآخر، يصر الرئيس على أن تجرى جميع الانتخابات واستطلاعات الرأي في أقرب وقت ممكن للتأكيد على التفويض الشعبي الذي أعطاه الشعب إياه وأن السلطة للشعب وليس لفصيل معين.
وقارنت الصحيفة بين أخلاق الإسلاميين والتيار العلماني والليبرالي بالحديث عما حدث الاربعاء الماضي. لقد أصدر مرسي قرارته عندما كان في ذروة شعبيته المحلية، حيث أشادت به دول العالم للدور الذي لعبه في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن للأسف قد تحول الأمر الى عنف. يذكر أن حزب الحرية والعدالة منع الهجوم على معسكرات المعارضة السلمية خارج القصر الرئاسي، ولكن جاءت في وقت لاحق القوة المميتة، وكان الإسلاميون من أوائل الضحايا في هذا الحدث، حيث استشهد خمسة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة وواحد من المعارضة. واستشهد اثنان من الإسلاميين خارج العاصمة. وتم اقتحام مقرات الإخوان في أنحاء مصر، في حين لم يصب أي مقر لأي من الأحزاب الأخرى بأدنى ضرر، مما لا يتناسب مع روايات المعارضة بأنهم ضحايا لعنف الاسلاميين. فكلا الجانبين ضحايا لعدو مشترك متمثل في فلول النظام السابق والمحرضين على العنف.
وأخيرا أشارت الصحيفة أن معارضة مرسي والإسلاميين لم تقبل نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية الحرة النزيهة التي أداها الشهب بكامل إرادته دون تزوير أو تشويهه، ليس ذلك فحسب، بل أنهم يفعلون كل ما بوسعهم لمنع انتخابات جديدة تهدف لاستقرار البلاد.